منتدى دوار الاحزان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
موقع دوار الاحزانالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سياسة النأي بالنفس والقضية السورية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
keek :)
هكر الشرقية
هكر الشرقية
keek :)


عدد المساهمات : 199
نقاط : 21339
تاريخ التسجيل : 26/02/2013

سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Empty
مُساهمةموضوع: سياسة النأي بالنفس والقضية السورية   سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 4:22 am

سياسة النأي بالنفس والقضية السورية

من أغرب الأشياء التي يسمعها المرء هذه الأيام، وتَصُك سمعَه، وتدعوه للغَثَيان: قول بعضهم، لما يُسأل عن القضية السورية: نحن ننأى بأنفسنا عن هذه القضية، ويُفسِّر الأمرَ بتفسيرات مذهِلة! يُفلسِف الموقفَ بلغة غريبة، لا تدري، هل هي لغة سياسة، أم اقتصاد، أم اجتماع؟ لا تدري، ولماذا لست تدري؟! وهذه واحدة من الأشياء التي تجعل الحليم حيران.

فإن كان القائل عربيًّا، فأخلاق العرب ترفُض هذا؛ لأن العرب اشتَهروا بإغاثة الملهوف، ونُصْرة المظلوم، ونَجدة المستغيث، وعون المحتاج، وكانت لهم مواقف فتوة، في هذا الشأن، تُدلِّل على عظيم كَرمِ النفس عندهم، وكبير سَعة الهمَّة في حمْل الضعيف وكرَم الضِّيافة.
لا يَسألون أخاهم حين يَندُبهمْ
في النائباتِ على ما قال بُرهانَا

وما حِلْف الفضول عنا ببعيد، وبمِثل هذه الأخلاق الحميدة التي كان العرب يتمتّعون بها، صاروا مادة التأهل للدَّور الذي لعِبوه في تاريخ الحضارة الإسلامية، من هنا قال نبينا - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -: ((إنما بُعِثت لأتمِّم مكارمَ الأخلاق))، والحديث صحيح.

وأعتقِد أن الذي يحدث في سورية محكٌّ مهمٌّ للأدعياء والمتشدّقين، وفضْح لشعارات الزيف التي شغَلوا الأمة بها، بل ظهر من هؤلاء شبيحة من نموذج غريب! (فالتشبيح) ليس قتْل إنسان أو ضرْبه أو سِرقته فحسب، بل هو أشكال وألوان وطعوم وروائح، ومنها أن أَقلِب الحقائق، فأقِف مع الجلاد ضد الضحية، ومع القاتل في مواجهة المقتول، فهذا من أغرب الغريب، وأعجب العجب.

وإذا كان الأمر على المستوى الرسمي (حكومة، أو حزبًا)، يزيد الطين بِلّة، فمن سياستنا النأي بالنفس، فيتركب الفصل من مشهدين، ليس فيهما من الشهد شيء؛ بل هو مرٌّ كله.

وإن كانوا مسلمين - خصوصًا إذا جمعوا بين العروبة والإسلام - فهم عرب، وهم مسلمون، فالإسلام يوجِب علينا أن ننصُر المظلوم، ونُغيث المحتاج، ونُعالج المكلوم، ونُساند المضطهد، بكل أنواع المساندة، ونقف إلى جانب الحق، ونصطفّ مع قضية المسلم العادلة حيث كان، مناصرين ومؤيدين ومدافعين عنه (ماله، ودمه، وعِرضه)، والدفاع عن أراضي المسلمين من أفرض فروض الأعيان، والذّود عن أعراض المسلمات من ألزم لوازم النَّجدة؛ فالمسلم أخو المسلم، لا يُسلِمه، ولا يَخذُله، بحسب امرئ سوء أن يرى أخاه المسلم، يفعل به كل هذا ثم ينأى بنفسه، فهذا من أكبر المدهِشات، وأعظم المقلِقات، وأفظع الكارثات، وأبشع المحظورات، وانتقام الله عظيم، وما كان بجارك، حَلَّ بدراك.

نسأل الله أن يحفظ الناس، وألا يُريهم مكروهًا، ولكنها سنة الله التي لا تتخلَّف؛ فالخِذلان عاقبته وخيمة، ومن ظنَّ أنه بهذا يَسلَم، فهو واهِم، وأُكِلت يوم أكِل الثورُ الأبيض.

والفقهاء تكلَّموا عن نظرية العقوبة بالترك؛ فالأفعال القبيحة لها عقوباتها، والتروك الشنيعة لها تعزيراتها، فلا يعتقد أحدٌ، أن هذا الذي يُعلِن عن سياسة النأي بالنفس يعمل صالحاً، لا والله؛ بل عينَ المصيبة يرتكِبُ.

((والله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه))، فمن حقّ المسلم على المسلم: أن يقفَ معه في شدّته، ولا حياد في هذا، والنأي بالنفس في مِثل هذا الأمر، أخْذٌ للنفس إلى الهاوية، هاوية المذلَّة، هاوية السياسة، هاوية الأخلاق، هاوية القيم، هاوية التاريخ، هاوية الجغرافيا، هاوية المستقبل، هاوية الواقع، هاوية الحاضر، هاوية الفُرْقة والشَّتات والتمزُّق.

وإن كانوا ليسوا مسلمين ولا عربًا، فالسياسي مَن تَعامَل بمكيال واحد، ولا يصح أن يكون انتقائيًّا، كما هو حاصل هذه الأيام في كثير من القضايا، ومنها قضية الشعب السوري وثورته العادلة، لقد عانينا وما زلنا نُعاني، من الكَيلِ بمكيالين، بل بمكاييل، في سياسة الدول، أو من خلال المنظّمات الدولية، التي تزوِّق الأمور على مشتهياتِها، وتُكيِّفها على حسَب مصالحها، دون النظر إلى القيم الإنسانية العليا.

فهذا - والله - سُبَّة على المجتمع الدولي، الذي يُفاخِر بالنظام الدولي الجديد، وعار على المتشدِّقين بحقوق الإنسان، أو حقوق الطفل، أو غير ذلك مما تُعقَد له المؤتمرات، وتُصرَف عليه الأموال الطائلة، اللهم إلا إذا لم يَعتبِروا شعبَ سورية من البشر! ليقولوها صريحةً؛ لأن الشعب السوري مَلّ الانتظار، وشبِع من الوعود، وسَئم بياناتِ الشَّجبِ والتنديد.

أبعد هذه الكارثة، التي تقع على رؤوس أبناء الشعب السوري، هناك من يقول: سياستنا النأي بالنفس؛ فلا نتدخَّل بالقضيَّة السورية، فيا فرحة النظام بكم!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www4.forum-canada.net
kaito-ked




عدد المساهمات : 1
نقاط : 19445
تاريخ التسجيل : 16/09/2013

سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سياسة النأي بالنفس والقضية السورية   سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Emptyالإثنين سبتمبر 16, 2013 10:38 pm

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدحت
عضو نشط
عضو نشط



عدد المساهمات : 70
نقاط : 19660
تاريخ التسجيل : 12/10/2013

سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سياسة النأي بالنفس والقضية السورية   سياسة النأي بالنفس والقضية السورية Emptyالسبت أكتوبر 12, 2013 8:04 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سياسة النأي بالنفس والقضية السورية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة النكبة في سياسة الشرذمة التي باءت بالخيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دوار الاحزان  :: منتديات إسلامية :: قسم الثقافة و المعرفة-
انتقل الى:  
https://i.servimg.com/u/f79/18/24/33/19/th/8877610.gif   https://i.servimg.com/u/f80/18/16/60/34/th/887710.gif   https://i.servimg.com/u/f80/18/16/60/34/th/88766510.gif   https://i.servimg.com/u/f80/18/16/60/34/th/8878710.gif
برمجة و تطوير /  انتهينا المري
_
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات دوار الاحزان 2012-2013
_
استضافة و حماية / منتديات دوار الاحزان
تحذير للأعضاء
يجب على الاعضاء الجدد إن يبادرو بَ المشاركة في المنتدى كي يتم التعرف عليهم من قبل اريبوات 
ويتم ارسال الملفات اليه و إذا لم يبداء بَ المشاركة سيتم حرمانه من برامج المنتدى و يتم حذفه