دريد بن الصمة جاهلي من أهل الطائف ، خرج مع أخيه عبد الله لمواجهة العدو، فلما حضرت المعركة اجتمع القوم على أخيه عبد الله فقتلوه ، فسمع أخاه وهو في النفس الأخير يناديه: يا دريد.. يا دريد.. يا دريد، فانبعث هذه الصرخات إلى دريد وهو في آخر المعسكر وبينه وبين أخيه سيوف ورماح، فأخذ دريد في يمينه سيفاً وفي يساره رمحاً فشق الصفوص ، ووصل غلي أخيه وطاعن عنه الخيل وضارب الأبطال حتى جرح، ثم حمل فإذا أخوه ميت وهو حى!، فقال فيه قصيدة وهو يبكي عند أمه، يخبرها وخبر أخيه ، وهي من أرق وأجمل القصائد ، وقد جعلها أو تمام في حماسته ، يقول :
دعاني أخي والخيل بيني وبينه
فلما دعاني لم يجدني بقعدد
فطاع عنه الخيل حتى تبددت
وحتى علاني حالك اللون أسود
طعان أمرئ آسي أخاه بنفسه
ويعلم أن المرء غير مخلد
وطيب نفسي أنني لم أقل له
كذبت، ولم أبخل بما ملكت يدي
وهون وجدي أن ما هو فارط
أمامي وأني هامة اليوم أو غدا