هذه قصه من قصص الغزل العفيف، جرت على عبدالمحسن بن محمد القرزعي من أهالي عنيزة...
في يوم من الأيام عندما قفل دكانه، اتجه إلى منزله، وفي أثناء طريقه رأى فتاة تمشي في طريقها، وقد أعطاها الله من الجمال الباهر الشيء الكثير, فالتفت
إليها يتفكر في صنع الرحمن، فلما رأته ينظر إليها قالت: اذهب في سبيلك، وخير لك وأنت في هذه السن أن تتجه لعبادة رب العالمين، فأنت بهذه السن لا عاشق ولا
معشوق, وكل منهما سار في طريقه والشاعر في مثل هذا الموقف يحب دائماً أن ينفّس عن نفسه بقول قصيدة, قال عبدالمحسن أبياتاً من الشعر الشعبي، وجعلها على
قافية كلمتها له عندما قالت: أنت لا عاشق ولا معشوق,
وذكر بالأبيات أنه لا يعرفها، كما ذكر عفتها وتمسكها بالأخلاق، وحسن تربيتها: وأيضاً ذكر بالأبيات قوله: أنا من جملة المخلوق لا سابق ولا مسبوق ,
يقول ان الشعراء قبلي وبعدي قالوا قصائد الغزل,
وذكر بآخر الأبيات أنه قادر على نفسه ورادع لها عما يخل بالشرف وكثير من الشعراء قديماً وحديثاً يقولون قصائد الغزل وهم مشهود لهم بالنزاهة والعفة,
أما الأبيات التي قالها عبدالمحسن القرزعي فهي
زريف الطول كملها رفيع العرش وأعطاها
كمل والكامل الله مع جماله حسّن ارباها
نعيم الود ملهوف الحشا في زمة اصباها
ولمحة لغرة سبحان رب الخلق سواها
ضحك واغضى بنجل به سهوم الموت وداها
هو أنتي من بنات الحور يا محلا امحياها
ترى طول المناير يتعبن لا جت ترقاها
يحب الزين لو هو عود مير النفس يقواها
م ن