وصية الشريف بركات لإبنه مالك في قصيدته المشهورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الـــــشــــــريـــــف بــــركـــــات
الشريف بركات الجودي-من الأشراف ذوي جودالله(الجواده)-من شعراء القرن
العاشر،وأوائل القرن الحادي عشر،فهو من أشراف مكة الذين الذين يقولون
الشعر عن سليقة لا أثر للتكلف فيها،وإن وصيته لابنه مالك الآتية في هذه
القطعة الشعرية الرائعة،وصية أب مشفق،ترمى بجانبها كل الوصايا والعلوم
التربوية التي أتعب علماء النفس والتربة أنفسهم في تدوينها،وهكذا يرى
الآباء أبنائهم، وإلا فيا ضيعة الأبناء، آملاً منكم قرائتها حيث أن البعض
يراها طويلة فلا يقرؤها،
فأتمنى من الجميع قرائتها
قال في قصيدته التي يوصي ابنه مالك فيها:
يَا اللهْ يَا اللي كُل الأُمّاتْ تَرْجيكْ
يَا واحِدْ مَا خــّابْ حيٍّ تَرَجَّاكْ
يّا رُبَّ عَبْد مَا مَشَى في مَعَاصيكْ
وَ لا يَمْشَى إلاّ في مَحَبَّتْكْ وِ رْضاكْ
يَا مِرْقِب بِالصُّبْحْ ظلَّيتْ ابَادِيكْ
مَا َواحِد قَبْلي خـــَبَرْتُهْ تَعَلاَّكْ
وَلِّيتْ يَاذَا الدَّهْرْ مَا اكْثَرْ بَلاوِيكْ
اللهْ يِزَوِّدْنَا الســـَّلامهْ مِنَ اتْلاَكْ
يا الِّلي عَلَى العُرْبَانْ عمَّتْ شَكَاوِيكْ
وَلِّيتْ يَادَهْر الشَّـقا وَلْ مَقْواكْ
وَاليومْ هَا اْلكانُونْ غَاد شَبَابِيكْ
تَلْعَبْ بَهَ الأرْيَاحْ مِنْ كُلَِ شِبِّـــاكْ
يا مالِك اسْمعْ جَابتِي يُوم أَوصِّيكْ
وَاعرفْ تَرى يَابوكْ بآمُرْك وَانْهــاكْ
وصَيّة مِنْ والد طَامِـــعٍ فيكْ
تَسْبِقْ عَلَى السّـــاقَهْ لِسَانُهْ العَلْيَاكْ
أُوصِيكْ بالتقوى عسى اللهْ يهديكْ
لَهَا وَتِدْرِكْهــا بتوفيقْ مـــولاكْ
أللهْ برَب أَجْدَادَكْ الغُر يَعْطيكْ
مَرْضاتِهْ مَعْ مَا تَمَنَّى مِنَ اَمْنَــــاكْ
إحْفَظْ دَبَشْكْ اللِّي عَنِ الناسْ مِغْنيكْ
اللِّي لِـيـا بانَ الْخلَلْ فِيكْ يَرْفَاكْ
وِاعْرِفْ تَرَا مكَّهْ وَلاَهَـا بنَاخِيـكْ
لَوْ تِشحَذُهْ خَمسَهْ مَلاَلِيمْ مَعْطَـاكْ
إِجْعلْ دُرُوب الْمرْجَلَه مِنْ مَعَانِيـكْ
واحْذَر تِمَيِّلْ عَنْ دَرَجْهَا بمَرْقَـاكْ
لاتِنْسَدِحْ عَنْهَا وَتَبْغيني اعْطيــكْ
جَمِيعْ مَا يَكْفِيكْ مَا حَاصِل ذَاكْ
أَدِّبْ وَلَدْكْ إن كَانْ تَبْغيه يَشْفِيـكْ
وِنْ ضَاقَتْ امُّهْ لاَتِخَلِّيهْ يَــالاكْ
إِمَّا سَمَجْ وَاسْتَسْمَجَكْ عِنْدَ شَانِيكْ
وِيَفِرّْ منْ فِعْلَهْ صَدِيقَكْ وَشَرْوَاكْ
وَلاَّ بَعَدْ جَهْلُهْ تَرَاهُو بِيَاذِيـــكْ
لَوْ زِعْلَتْ امُّه لاَتَخَلِّيْـهْ يالاَكْ
واحْذَرْ تِضَيِّع كُلّ مَنْ هُو ذَخَرْ فِيكْ
مَعْرُوفْ لاَتَنْساهْ وَاوْفِهْ بِعِرْفَاكْ
تَرى الصَّنَايِعْ بَيْنَ الاْجْوَادْ تَشْريـكْ
إِلْيَا طِمِعْتْ ابْغَرْسَهَا لاَ تَعَدَّاكْ
وَاحْذَرْ سُرُورْ ابْغَبَّةَ البَحْر يَرْميـكْ
ولاَعِنْدُهْ افْلَسْ مِنْ تَشَكِّيكْ وِابْكَاكْ
وَاوْفِ الرِّجالْ احْقُوقَهَا قَبْلَ تُوفِيكْ
لاَ تُوفِه بِالْقَولْ فَالْحقّ يَقْفَـــاكْ
وَهَرْجَ النَّمِيمَهْ والْقَفَا لاَ يَجِي فِيك
وِايَّـاكْ عرضْ الغَافِلْ ايَّاك إِيَّـاكْ
تَبْدِي حدِيث لَلْمَلاَ فيهِ تَشْكِيـكْ
وِتْهِيمْ عِنْد النَّاسْ بِالْكِذْبْ واشْراكْ
وَاليَانَوَيتْ احْذَرْ تِعَلِّمْ بَطَاريــكْ
كمْ واحِد تَبْغِي بَـهَ العِرْفْ وَاغْوَاكْ
وَاحْذَرْ شَماتَتْ صاحِبْ لَكْ مِصَافيكْ
وِلْيا جرى لَكْ جارِي قالْ لَوْلاكْ
وَ لا تَحْسَبَنَّ اللهْ قُطُوعٍ يِخَلّيــكْ
وَ لاَ تَفْرحْ اِنَّ اللهْ على الخَلْقْ بدَّاكْ
الضَّيف قدِّمْ لُهْ هَلاَ حينْ يَلْفِيــكْ
ومِمَّا تِطُولُهْ يَا فَتَى الْجُودْ – يُمْنَاكْ
إِحْذرْ تَلَقَّى الضَّيف مِقْرِنْ عَلابِيـكْ
خَلَّهْ مِحِبٍّ لِكْ صَدِيق إذا جَــاكْ
وَوْصِيكْ زَلاتْ الصَّدِيقْ إِنْ عَثَافيكْ
ماَ زَالْ يغَطَّاهَ الشَّعَرْ فَاحْتمِلْ ذَاكْ
رَاعِهْ وَلوْ مَا شُفْتْ أَنُّـهْ ما يَرَاعِيكْ
عَساكْ تِكْسِرْ نِـيَّـتَهْ عنْ مَعَادَاكْ
وَاحْذَرْ عَدُوّكْ لوْ ظَهَرْ بِي(1) يصَافِيكْ
خَلَّكْ نَبِيهْ و رَاقِـبُهْ وينْ مَاجَاكْ
لاَ تَأْمَـنُهْ واطْلُبْ منَ اللهْ يَنَجِّيـكْ
ويكْفيكْ ربَّكْ شرّْ ذُولاَ وِ ذُولاَكْ
شُفْني أَنَا يابُوكْ بآمُرْكْ و انْهِيــكْ
عَن التَّعرُّضْ بَين الاثنَـين حَذْرَاكْ
إذا حَضَرتْ اطْلاَبَة معَ شَرَابَـيـكْ
إسْع لَهُمْ بالصُّـلْحْ وَاللاَّشْ يِفْدَاكْ
إبْذِلْ لَهُمْ بَالطِّيبْ رَبّكْ يِنَجِّيـكْ
وَلاَ تِجْضَعْ الْمِيزَانْ مَعْ ذَا وَلاَ ذَاكْ
أمَّا الشَّهَادهْ فَادِّهَا إنْ دَعُوا فيـكْ
بَيِّنْ عَمُودْ الدِّينْ لاَ عِمْيتْ ارْيَاكْ
بَالَكْ تِمَاشِي واحِد لَكْ يِرَدِّيـكْ
طَالِعْ بَنِي جِنْسَكْ وَفَكِّرْ بِممْشَـاكْ
رابِعْ أصِيلٍ في زَمانَكْ يشَاكيـكْ
لاَ شَافْ خِلاَّتَكْ عنِ الناسْ غَطَّـاكْ
وَ احَذِّرْكْ عنْ طَرْدْ المِقَفِّي حذَاريكْ
علَيك بِالْمِقْبِلْ وَاتْرُكْ اللِّي تَعَدَّاكْ
ثمَّ الْعَـن الشيْطانْ لَيَّاهْ يِغْوِيــكْ
تَرَى انْ تبِعْتُهْ لِلشّـرَابِيكْ ودّّاكْ
واوصِيكْ لاَ تَشْكِي عَلَيناَ بلاَوِيكْ
أنتَ السَّبَبْ طَرْفَكْ اعْيُونَكْ بِيُمنَاكْ
واعرِفْ تَرا اللِّي وطَا الفِعْرْ(2) وَاطِيكْ
وَلاَ انَتْ أعزْ امْنَ الجمَاعهْ هَذُولاَكْ
ألْمَسْكْ يَا رَاسِي مِنَ الذُّلْ واخْطِيكْ
وَاحذَرْ تَكَلَّمْ يَا لِسَانِي حــذَارَاكْ
والْطُفْ بِجَارَكْ وَقُمْ مِنْ دُونْ عانِيكْ
وافُطَنْ لِما يَعْنِيكْ عنْ ربعةَ اَخْواكْ
يَا ذِيـبْ وِنْ جَتْكَ الْغَنَمْ فِي مَفَالِيكْ
فَاكْمُنْ إلَيـنْ أنَّ الرّّعَايَا تَعَـدَّاكْ
فِيما مَضًى يَاذِيبْ تَفْرِسْ بيَادِيــكْ(3)
وَاليومْ جَا ذِيبٍ عنِ الفَرْسْ عَدَّاكْ
يَا ذِيبْ عَاهِدْنِي وَعَاهِدْكْ مَرْمِيـكْ(4)
مَرْمِيكْ أنَا يا ذِيبْ لَوْ زَانْ مَرْمَاكْ
وَالنَّفْسْ خَالِفْ رَأْيَهَا قَبلْ تَرمِيـكْ
تَرى لهَا الشَّيْطانْ يَرْمِي بِالاهْلاَكْ
وَمِنْ بَعْدِ ذا لاَ تَصْحَبَ النَّذْلْ يَعْدِيكْ
وَعَنْ صُحْبَةَ الأنْذالْ حَاشَاكْ حاشاكْ
تَرَا الْعَشِرَ النَّذْلْ يَخْلِفْ طَوَارِيـكْ
وانَا اَرْجِيَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ آبَاكْ
والْهَقْوَةَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ اَهَالِيكْ
ولا ظُنّْ عُودَ الوَرْدْ يُثمِرْ بتُـنْبَـاكْ
والحُرّْ مِثْلَكْ يَسْتَحِي يَصْحَبْ الدِّيكْ
وإنْ صَاحَبُهْ قَافَا مِقَافَاةَ الاَدْيــاكْ
لاَ تَسْتَمِعْ قَول الطّرَفْ يَومْ يَلْقِيـكْ
بَالْكِذْبْ يقْضِي حاجَتُهْ كُلّْ مَا جَاكْ
مَنْ نَمَّ لَكْ نَمّْ بِكْ وَ لاَ فِيهْ تَشْكِيكْ
واليَاهْ قَدْ زَرَّى رَفِيقَــكْ وَ زَرَّاكْ
عِندكْ حَكَى فِينَا وَعِنْدِي حكَى فيكْ
واَصْبَحْت كَارِهْنَا وَحِنَّا كِرهنَـاكْ
مَا اَ خْطَاكْ مَاصَابَكْ وَلوْ كانْ رَامِيكْ
وَاللِّي يَصِيبَكْ لَوْ تَتَقَّيتْ مَا اخْطَاكْ
مَيْر اسْتَمِعْ منِّي عَسَى اللهْ يَهْدِيـكْ
النُّصح يَا مَالِكْ لَكَ اللهْ المَـولاَكْ
عِنْدِي مَظِنَّـهْ مَا تَمَثَّـلْتَـهَا فِيكْ
واطلُبْ لَكَ التَّوفِيقْ مِن عِنْدْ مَولاَكْ